Thursday, December 16, 2010

في عشق رجل أتى من حيث تسكن الألهة


هي لا تعرف كيف تتصرف، فقد وقعت في حب ابن الألهة.. إنها المرة الأولى التي تختبر فيها تلك المشاعر اللامنطقية.. ذلك المزيج المتألق من الحزن والفرح وتلك الحالة الفريدة من سمو الروح وارتواء القلب.. يبدو أنه العشق.. والسبب رجل لا يشبهه على الأرض أحد.. رجل إذا مشى تكاد الشمس أن تقبل جبهته وتود الأرض لو تعانق خطوته.. فهي تدَعي وبكل ثقة أنه هبط إليها من عالم آخر.. ربما من السماء حيث تسكن الألهة.. لا يبدو عليها المبالغة حين تقول أنه شديد الروعة والبهاء كما إله لا يمكن لبشري عادي مثلها وصفه.. أو كأنه القمر في تمام اكتماله مسيطراً على أمزجة البحار.. أو كأنه الشمس في توهجها وشدة إبهارها وربما أيضاً نارها التي كلما استشعرتها تأكدت من أنها لا زالت على قيد الحياة.. بل إنه في نظرها أعظم من كل هذه المعجزات الكونية مجتمعة.


أكتشفت أن غزوات الحب التي خاضتها بجدارة من قبله لم تكن في الحقيقة تحب فيها من كانت تظن أنها تحبهم. بل كانت تحب نفسها في وجودهم، كانت تحب أن ترى الحب في عيونهم.. أنا تأخذ الحب دون أن تعطيه.. لكن معه تشعر بأنها أصبحت كنجمة تدور في فلكه، واصبح هو مركز كونها وسر استمرار حركتها، باتت عادتها الأولى كل صباح أن تفتح شباكها الصغير وتسلم نفسها للرياح القادمة من اتجاهه وتتعمد استنشاقها بقوة متجاهلة احساسها بالبرد.. ربما يتصادف ويدخل رئتيها نفس من أنفاسه.


كانت تريد أن تحب رجلاً هي تشبهه.. كانت تريده هو.. كانت تحمل في قلبها فراغاً على هيئته تماماً، لم يستطع أحد أن يملؤه إلا هو.. هي لا تعرف كيف أو متى أو لماذا أحبته، وفي الحقيقة لا تهتم كثيراً لمعرفة الأسباب، أو تبريرها لمن لا يهمهم الأمر. كل ما يشغلها الآن هو كيف ومتى تخبره بحقيقة أنها كانت تنتظره هو تحديداً منذ الأزل لتحيا به القادم من عمرها.