Sunday, May 18, 2008

تغطية راديو حريتنا للندوة التي تحدثت فيها عن حرية استخدام الانترنت






هل يقضى الفيس بوك على الجرائد والأحزاب؟

تقرير : أحمد الشمسى


"شباب الفيس بوك وحرية التعبير" كان هذا هو عنوان الندوة التى أقامتها جمعية ملتقى شباب التنوير وذلك بمقر مركز هشام مبارك للقانون .


حضر الندوة عدد كبير من الشخصيات المهتمة بحرية التعبيرعلى الانترنت و من بينهم الاستاذ حمدى الاسيوطى ( حزب التجمع ) والذى قال أن ما يتخذ ضد الأحزاب السياسية الموجودة فى مصر من قبل الحكومة لا يعطى الفرصة للشباب للانضمام لهذه الاحزاب ومن هنا يلجأ الشباب إلى الإنترنت كوسيلة يستطيع من خلالها التعبير عن رأيه بشكل حر ودون وجود رقابة عليه.


وأضاف الأسيوطى أن الذين يصفون ال facebook بأنه يشوه الوطن فهم أنفسهم الذين يشوهون الوطن.


وأشار الى أن الصحف الورقية فى ظل ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووسائل التكنولوجيا الحديثة سوف تنقرض مؤكداً انه بعد 20 عاماً سيكون البقاء للأقوى والأقوى سيكون الانترنت.


و أوضح الأسيوطى أنه سعيد بهذه التجربة التى قام بها الشباب الآن و الذين نجحوا فى إيجاد وسيلة مناسبة من خلالها قاموا بالتعبير عن رأيهم بدون قيود وبدون رقابة.

أما رئيس تحرير موقع راديو حريتنا الأستاذ أحمد سميح فقد توجه فى بداية حديثه بالشكر لمركز هشام مبارك للقانون لما قام به من جهود يومى الـ 4 والـ 5من أبريل الماضى حيث قام بوضع أرقام تليفونات للمراكز على المواقع المهمة ووضع بياناً يوضح كيف تتصرف إذا تم القبض عليك يوم الاضراب وماذا تفعل إذا رأيت شخص ما يتم القبض عليه؟


ثم تطرق سميح الى الحديث حول حرية التعبير على الإنترنت حيث أوضح أن 6 أبريل لم تكن أول حملة فى مصر بل إن هناك عدد كبير من الحملات قبل ذلك منها حملة قام بها بعض شباب الفيس بوك لدعم ساويرس وذلك بعد الهجوم الذى تعرض له عندما تحدث عن الحجاب الإيرانى وقام فى المقابل مجموعة آخرى من الشباب بعمل جروب آخر بعنوان " لا لساويرس " يرفض ما قاله ساويرس .. وإستمرت المناقشات حول الموضوع ما بين مؤيد ومعارض .


وأضاف سميح أن هناك حملة آخرى ارتبطت بقضية إقتحام الفلسطينيين للحدود المصرية حيث قامت مجموعتين على نفس الموقع بالتشاور والتناقش فكان هناك مجموعة مؤيدة لإقتحام الفلسطينيين الحدود المصرية بينما رفضت المجموعة الآخرى ذلك.

وشدد سميح على عدم تضخيم ما حدث يوم 6 أبريل معللاً بأن ما حدث هذا اليوم هو حكومة ذكية توجه إضراب اليكترونى.


وأشار الى أن الحكومة معتادة على أن تحارب الانظمة السياسية والأحزاب ولكن عندما هاجم الحكومة موقع الكترونى فإنها وقفت عاجزة عن شىء يمكن ان نطلق عليه " الفنكوش " والدليل على ذلك أن الاحزاب السياسية لم تستجيب للدعوة لهذا الإضراب ماعدا حركة كفاية وهذا يرجع إلى أن الأحزاب لأول مرة تتلقى دعوة للإضراب عن طريق الإنترنت وهو صعب الفهم على أحزاب لا تتبع الأساليب الحديثة فى عمل الإضربات.


وأوضح سميح إلى أن دعوة الإضراب التى إنتشرت على الفيس بوك جعلت الدولة تتوقف أمام الحدث وجعلت المؤسسة الأمنية كلها تنشر كل القوات الأمنية للتعامل مع هذا الحدث هذا إضافة إلى عدم إستيعاب القوى السياسية المعارضة لهذا الحدث لتصبح الدعوة للإضراب التى بدأت عن طريق الموقع الشهير يتحدث عنها الشاب المثقف الذى يدرس بالجامعة الأمريكية وبائع الجرائد الغير منخرط فى العملية السياسية خاصة وأن هذه الدعوة أظهرت أن هذا الجيل لديه وعى ونرى ذلك من خلال الطريقة السياسية المحنكة التى تحدث بها الشباب من خلال الجروب.


وأضاف سميح إلى أن هذا الجيل يرفض فكرة مصادرة الأفكار والدليل على ذلك أن مصادرة كتاب" عشان ماتنضربش على قفاك " لم يقف حائلاً أمام الشباب الذين يريدون معرفة محتوى الكتاب .. بل تواصل الشباب عن طريق الانترنت بحثاً عن نسخ لم يتم مصادرتها وبالفعل الكتاب الآن موجود بالكامل على موقع الفيس بوك ..وأشار سميح إلى أن ما يميز هذا الجيل عن الاجيال القديمة هو أنه جيل متحرر ولدية القدرة والرغبة على تحدى نفسه والبحث عن الذات من خلال وسيلة حرة وهذه الوسيلة هى الإنترنت.


أما الرأى الأكاديمى لحرية التعبير على الانترنت فقد أوضحته الدكتورة سهير عثمان مدرس مساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة حيث بدأت بالحديث عن أن الحكومة المصرية هى التى منحتنا الانترنت عام 1993 والموضوع بدأ كوسيلة للترفيه والتسلية ..

وأضافت انه عندما بدأ الشباب بالشعور بالإغتراب داخل وطنه لجأ لهذه الوسيله لإخراج الكبت الذى لديه سواء هذا الكبت سياسى أو إجتماعى أو جنسى .. وبدأ الشباب بالتوغل داخل الانترنت عن طريق الشبكات الاجتماعية مثل hi5 و my space وكان الإنترنت فى ذلك الوقت للتعارف ليس أكثر.


و أوضحت سهير أن بدايات الفيس بوك كانت عندما كان أحد طلاب جامعة هارفورد يريد الحديث مع أصدقائه داخل الجامعة فإبتكر هذه الفكرة ولم يتوقع أن الفكرة سوف تحظى بهذه العالمية .


وأشارت سهير إلى أن الفيس بوك لا يقتصر على الجروبات السياسية فقط بل يوجد به جروبات خاصة بالمجتمع ولكل أفراد الأسرة والدليل على ذلك وجود جروب باسم " تتجوز عن حب ولا صالونات " .


وتوقعت سهير بأن الحكومة لو إعترفت بالانترنت كوسيلة فسيكون بإمكانها وضع تشريعات تحد من حريته وتضع قيود حوله بحيث لا يستطيع الشباب التعبير عن أرائهم من خلاله .


اما مدير منظمة المؤتمر الاسلامى بالكونجرس بمصر داليا زيادة فقد تطرقت الى التدوين وكيف انه كان بداية التعبير عن الآراء قبل ظهور الفيس بوك .


وأضافت زيادة الى أنه قديماً كنا نقوم بكتابة المذكرات اليومية بالورقة والقلم أما الآن فنقوم بكتابتها على الإنترنت عن طريق المدونات والفيس بوك .


اما مدير مركز هشام مبارك السابق الاستاذ أحمد سيف الاسلام فأشار أن هناك 6 مليون مصرى مشتركون فى موقع الفيس بوك مضيفاً أن ما يميز هذا الموقع أنه يستطيع الوصول إلى العديد من الناس ليس فى مصر وحدها بل فى العالم .


وأوضح سيف الاسلام أن الموبايل والإنترنت أصبحوا من الوسائل التى لا تستطيع الحكومة السيطرة عليها ولا تستطيع إغلاقها مشيراً الى ان الموبايل يتم استخدامه الآن فى 3 دول أفريقية لتحويل العملة حيث يمكنك تحويل رصيد هاتفك المحمول الى عملة يمكنك من خلالها انهاء التزاماتك المادية .


وحذر سيف الاسلام من الطريقة التى يعبر بها الشباب عن أفكارهم حيث يقول أنه لابد للشباب أن يكون واعى عند تعبيره عن رأيه لأن ذلك يقوم بتسهيل مهمة الدفاع عنه لو وقع تحت طائلة القانون.


وتساءل لماذا لا نقوم بعمل انتخابات موازية لانتخابات الحكومة ، مشيراً الى أن الحكومة المصرية تباغت الأعداء بالقوانين ولكن عندما تقوم الحكومة بمباغتة الشعب بالقوانين فإن الشعب يكون فى موقف العدو والشعب لا يمكنه بأى حال من الاحوال ان يكون عدو الدولة.


المصدر:

http://www.horytna.net/articles/details.aspx?TID=3&ZID=18&AID=6202