Monday, April 09, 2007

بهدوء: ما آلت إليه بعض الحكايات في مصر

Questionmark




















كتب: وليد راشد

waleedrahed83@hotmail.com





دعوني أسألكم تساؤلات ليس مضمونها أنني صاحب فكر أو عقيدة أريد أن أقنعكم بها؛ بالعكس تماما أرى أنني أكتب للوصول للحقيقة و ليس لإدراكي الحقيقة ... و الحقيقة كما قال نجيب محفوظ بحث و ليست وصولا ... و إلا ما كان سلمان الفارسي باحثا عن الحقيقة.




عموما أريد أن أعرف ما آلت إليه بعض الحكايات في مصر و منها




- ما هي نتيجة التحقيقات في قضية المبيدات المسرطنة ... أقصد قضية يوسف والي؟



- من هو المسئول عن مذبحة بني مزار بالمنيا بعد صدور الحكم ببراءة المتهم الوحيد فيها؟



- ما هي نتيجة التحقيقات في حريق قصر ثقافة بني سويف؟



- أو مثلا ما نتيجة التحقيقات في تصادم قطار قليوب؟ و قبلها قطار الصعيد؟



- و ما نتيجة التحقيقات في قضية في حادثة غرق العبارة السلام؟



- و ماذا حدث في قضية أكياس الدم الملوثة؟




متأكد أن ذاكرتي خانتني وفقدت الكثير من الأحداث و التساؤلات التي لا أعرف لها إجابة





وهكذا هي مصر حدث و ثورة تتبعه هي كبلونة الاختبار لا تعدو أكثر و لا أقل و بعد كل ثورة ننسي الحدث حتى نستيقظ على حدث جديد!




هكذا هي مصر حتى يأتي التوريث أو قل فترات التوريث على أساس أن مدد الحكم الرئاسية ليست محدده ... فلم أعد أشك أن تلك اللحظة قادمة قادمة لا محالة!




نعم التوريث قادم حتى و إن لم يكن جمال مبارك يسعى إلية و لا يريده ... لكنني لا أرى سيناريو للمستقبل غير ذلك




أو أن يشاركني أحد في تخيل المستقبل و حينها أقنع نفسي فأستوعب و أصدق.




تعرفون لما التوريث قادم؟ لأن كل مشاكلنا و قضايانا انحصرت بين حكومة و نظام نراهم فاسدين و إخوان نراهم مقصرين و أحزاب على الطريق ممنوعة تنشد ممنوعات أحمد فؤاد نجم و حركات و أصوات و اعتصامات.




هذه كل مشاكلنا... كم عدد كل هؤلاء من مجموع الشعب المصري؟



خنقنا مصر معنا و قتلناها مع سبق الإصرار و الترصد في مجموع عشرة ألاف شخص يملكون الزمام هم من المجموع العام قليل القليل ... قتلناها يوم أن تركناها موال في غنوة و أنشودة صبر في ملحمة لا أكثر من ذلك!




عندما تابعت التقارير الخاصة بالاستفتاء الأخير سمعت ردود و تعليقات حينها فقط أدركت أين نقف و لماذا كان التوريث هو مستقبلنا لا محالة, فذاك رجل أخذ منه العمر ما أخذ وجالت به الدنيا يمينا و يسارا يرد على سؤال عن رأيه في التعديلات الدستورية قائلا: "و الله العظيم ما اعرف حاجه ولا ليّه دعوة بأي حاجه". هكذا كان رده! و كأنه ينفي عن نفسه جريمة المعرفة أو أن يدرك حقوقه ... ذاك في نظره جريمة تستحق النفي.




و تلك سيده أخرى ترد على ذات السؤال قائلة: "يمكن لما نقول موافقين و نقف جنب الريس هو كمان يقف جنبنا و يرخص الأسعار". نعم سيقف جنبا الرئيس بعد 27 سنة من حكمه كما لم يقف من قبل ... عموما هكذا كانت تفكر العقول و تدرك الأمور.




أدركت ذات يوم أن كل مشاكلنا مع النظام الحاكم تنحصر في تشجيع الناس على المطالبة بحقوقهم! لهذا كنت أعمل و لكن للأسف أدركت فجأة و بلا مقدمات و لا سلامات و لا تحيات أن الناس أصلا لا تدرك أن لها حقوق لتطالب بها, و إلى أن نصل لتلك العقول و القلوب من الناس التي نسيناها و أدركنا أننا من بلد غير تلك البلد التي يعيشون فيها نقول وقتها لا توريث و أهلا بالديمقراطية الحقيقية.




دعونا نتخيل بهدوء حكم جمال مبارك و دعونا نتوقع من سيكون رئيس وزارته الأولى؟ و بالتأكيد يهمنا معرفة من هو وزير الإعلام فالترشيحات كثيرة ... أو وزير الداخلية وهنا الترشيحات أكثر.




دعوني أقول لكم بهدوء شيئا اتهمت به كثيرا أنني متشائم و لا أرى الدنيا إلا سوداء كحلاء و أحيانا لا زرع فيها و لا ماء .... هكذا أكون في عيون الآخرين ... و لكنني و كما يعرفني كثيرون متفائل بشده و أرى الدنيا خضراء و أحيانا "بمبي" و أنشدها مع سعاد حسني كاملة ... و لكنني أريد أن أكون واقعي و أرى واقعنا كما هو حتى و إن لم يكن كما هو يسعدني ... لكن ضروري أن أراها طبيعية و واقعية حتى أستطيع أن أفكر و بهدوء.




وإذا سألك أحد من مصر عن "أيه النظام؟" و بلغة الشباب فقل له "النظام .. نظام الحزب الوطني"